سير تعليمية للقس بطرس السدمنتي

الأنبا إبيفانيوس

أسقف ورئيس دير القديس أنبا مقار

المحتويات

سير تعليمية للقس بطرس السدمنتي

1- القس بطرس السدمنتي

2- خَبَر الشاب إشعياء

3- ببنودة المتردي

4- خبر ببنودة المتردي

5- خَبَر إيسيذورس الإسكندري

القس بطرس السدمنتي

من آباء القرن الثالث عشر الميلادي، كان من كبار علماء اللاهوت القليلين في ذلك العصر، وقد عاش في دير سدمنت بالفيوم (يتبع بني سويف حالياً)، فعُرف بالسدمنتي (أو السدمتني كما جاء في المخطوطات)، كما عُرف بالأرمني بسبب أصوله الأرمينية.

وبالرجوع إلى المخطوطات بمكتبة دير القديس أنبا مقار يمكننا معرفة الزمن الذي عاش فيه. فقد كتب مقالة: ”في الاعتقاد“ [يوم الأربعاء سابع عشر بشنس سنة تسعمائة ستة وسبعين للشهداء الأطهار] (1260م)، ولقبه كما يذكر الناسخ هو: [الأب القديس أبينا بطرس السدمتني] (س 21، ورقة 3ظ).

ومن سيرة أنبا ببنوده المتردي نجد لقبه: [الأب الفاضل الراهب الخاشع القس بطرس السدمتني] (س 23، ورقة 106ج). ومن مقدمة مقالة: ”في تهذيب النفس“، نعرف أنه كتب هذا المقال ردّاً على طلب الأسقف أنبا يوساب [قد كان الاب الأسقف انبا يوساب قد سالني ايضا أن انظِم له مختصراً يتعلَّق بتهذيب النفس في العمليات تلوا ما نظَمْتُه له في أصول الاول، فاجبته في ذلك اجابة التلميذ لمعلمه وعبد لسيده] (س21، ورقة 29ج).

وكان هذا الأب الأسقف أنبا يوساب أسقفاً على كرسي أخميم في الفترة بين عامي 1257، 1300م، ويتضح من مقدمة مقال في الاعتقاد، أنه كان أخاً له في الرهبنة: [ كان الاب الاسقف حقاً والصديق والصدوق صدقاً والاخ والرفيق في العبادة الالهية والشريك في المساكنة والتربية الروحانية انبا يوساب اسقف اخميم المحب والمحسن معاً] (س 21، ورقة 3ظ)، أي كان شريكاً له في الرهبنة والسكن معاً في دير مارجرجس بسدمنت الجبل(3).

ويذكر القس بن كبر قسيس الكنيسة المعلقة (المتوفي عام 1324م) في موسوعته مصباح الظلمة اسم القس بطرس السدمنتي ويقول عنه: بطرس الأرمني القس السدمنتي، له كتاب: <<تصحيح الاعتقاد في الآم المسيح وبيان الحق فيه على الوجه الصحيح>>.

نالت كتابات القس بطرس السدمنتي اهتمام الكثير من العلماء المتخصصين في التراث المسيحي المكتوب باللغة العربية. فقد قام المستشرق العلامة جورج جراف بدراسة مؤلفات هذا الأب، مع رصد مخطوطات مؤلفاته المختلفة المبعثرة فى المكتبات، وذلك في موسوعته عن التراث المسيحي المكتوب باللغة العربية. وفي عام 1968 حصل المستشرق الهولندي القس P. Van Den Akker، وهو راهب كاثوليكي من الجزويت، على رسالة دكتوراه من كلية الآداب جامعة ليون بفرنسا عن: الراهب القبطي الصعيدي القس بطرس السدمنتي. ثم قام بنشر كتاب القول الصحيح في آلام السيد المسيح، تحت عنوان “بطرس السدمنتي، المقدمة في التفسير”، عن دار المشرق بيروت لبنان، باللغة العربية مع دراسة وترجمة للنص باللغة الفرنسية. كما قدم الأب كامل وليم (الأنبا كيرلس وليم أسقف أسيوط للأقباط الكاثوليك) رسالة دكتوراه عنه في الجامعة الجريجوريانية بروما عام 1983.

سدمنت الجبل

عاش القس بطرس السدمنتي في دير سدمنت، وهو دير مار جرجس بسدمنت، الذي كان تابعاً لمنطقة الفيوم. وبعد إنشاء محافظة بني سويف في القرن التاسع عشر، صارت منطقة سدمنت تابعة لمحافظة بني سويف. يذكر الأستاذ محمد رمزي في موسوعته “القاموس الجغرافي للبلاد المصرية” عن قرية سدمنت الجبل:

[سِدْمَنْت الجَبَل: هي من القرى القديمة، ذكر جوتييه في قاموسه قرية قديمة باسم Stementi وقال: إنها ناحية غير معينة، وضعها بروكش في الفيوم، ووضعها بودج حول بحيرة مريوط. وبالبحث تبين لي أن ستمنتي هو الاسم المصري لقرية سدمنت هذه، لاتفاقها معها شكلاً ولفظاً، وكانت تابعة قديماً لإقليم الفيوم، الذي وضعها فيه الأستاذ بروكش، إلا أنه لم يرجعها إلى ما يقابلها من القرى الحالية.

وذكر أميلينو في جغرافيته اسمها القبطي وهو pocotoment    وقال: وهي سدمنت الجبل، التي بمركز بني سويف، وهذا الاسم يتفق أيضاً مع اسمها المصري.

ووردت في تاريخ الفيوم وبلاده سَدَمَنْت ضمن أعمال الفيوم، لأنها كانت تابعة لها في ذلك الوقت، وفي التحفة من الأعمال البهنساوية، وفي العهد العثماني عرفت بسدمنت الجبل، لمجاورتها للجبل الغربي. ووردت في تاريع (13) سنة 1230 هجرية باسمها الحالي].

 

 

سير تعليمية