مؤتمر الآباء الرهبان رؤساء الأديرة البندكتين في روما

 

أوفد صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني نيافة أنبا إبيفانيوس لحضور المؤتمر الرهباني لرؤساء الأديرة البندكتين المنعقد في دير سانت أنسلمو بروما، وهو المؤتمر الذي يُعقد كل أربع سنوات لاختيار أب عام (Abbot primate) للرهبنة البندكتية في العالم، والتي تضم حوالي 350 ديراً موزعة على قارات العالم المختلفة. استمرت أيام المؤتمر في جو رهباني، يبدأ بصلاة باكر حسب الطقس اللاتيني ثم جلسات المؤتمر حتى الساعة الثانية عشر ظهرًا، ثم القداس الإلهي الذي كان يُقام يومياً في الساعة الثانية عشر ظهرًا، يعقبه مائدة جماعية لكل رؤساء الأديرة المشاركين في المؤتمر. وبعد الظهر تستمر فاعليات المؤتمر حتى الساعة السابعة ونصف موعد صلاة الغروب ثم مائدة العشاء.

وقد استقبل قداسة البابا فرنسيس بابا روما أعضاء المؤتمر بالمقر البابوي بالفاتيكان، يوم الخميس الثامن من سبتمبر، وقد نقل نيافة أنبا إبيفانيوس تحيات قداسة البابا تواضروس لبابا روما، الذي رد قائلاً: تحياتي، تحياتي، للبابا تواضروس، رجاء إبلاغ تحياتي الكثيرة للبابا تواضروس. وقد ألقى أنبا إبيفانيوس كلمة في المؤتمر عن الأديرة الرهبانية ودورها في الوحدة المسيحية. كما قرأ الرسالة المرسلة من قداسة البابا تواضروس للآباء رؤساء أديرة البندكتان. وقد تم اختيار الأب جريجوري بولان، أميركي الجنسية، ليكون أباً مسئولاً عن الرهبنة البندكتية للسنوات الأربع القادمة.

وقد أبلغ الحضور نيافة أنبا إبيفانيوس شكرهم البالغ لقداسة البابا تواضروس لإرساله مندوبًا عن الكنيسة القبطية لحضور هذا المؤتمر، وأيضًا لتفضله بإرسال رسالة محبة للمجتمعين، هذا نصها:

 

كلمة صاحب القداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

في المؤتمر البندكتي المنعقد في روما

من السادس حتى السادس عشر من شهر سبتمبر 2016

جناب الأب رئيس رهبنة الآباء البندكت، الآباء والإخوة والأخوات

يسعدني أن أرسل لكم التهنئة بانعقاد هذا المؤتمر الرهباني، مصلياً إلى الله أن يبارك الحضور ويكلل المؤتمر بالنجاح.

لقد أعلنت عدة مرات في كنيستنا القبطية أن نجاح الكنيسة يقوم على أمرين، نجاح المعاهد اللاهوتية والتعليمية في الكنيسة، لأنها هي التي تحافظ لنا على الإيمان المستقيم الذي نؤمن به. وثانياً نجاح الحياة الرهبانية.

الحياة الرهبانية هي الأسوار التي أقامها الروح القدس حول الكنيسة لتحميها: «عَلَى أَسْوَارِكِ يَا أُورُشَلِيمُ أَقَمْتُ حُرَّاساً لاَ يَسْكُتُونَ كُلَّ النَّهَارِ وَكُلَّ اللَّيْلِ عَلَى الدَّوَامِ. يَا ذَاكِرِي الرَّبِّ لاَ تَسْكُتُوا وَلاَ تَدَعُوهُ يَسْكُتُ حَتَّى يُثَبِّتَ وَيَجْعَلَ أُورُشَلِيمَ تَسْبِيحَةً فِي الأَرْضِ» (إش 62: 6-7).

إن كان هناك نظم رهبانية كثيرة تقوم على الخدمة والكرازة والعمل الاجتماعي والخيري، بجانب النظم الرهبانية المكرسة للصلاة والتوحد، لكن ما زالت الرهبنة في مجملها هي المؤسسة المسئولة عن الصلاة والتضرع إلى الله الليل والنهار حسب وصية آباء الرهبنة وحسب التراث الرهباني المسلَّم لنا من الآباء الذين سبقونا. لقد أوصانا الكتاب المقدس أن نصلي بلا انقطاع (1تس 5: 17)، وأن نسهر ونصلي كي لا ندخل في تجربة (مر 14: 38)، فهذا العمل الروحي الهام هو واجب الآباء الرهبان والراهبات في كافة الكنائس المسيحية، من أجل تحقيق ملكوت الله على الأرض، ومن أجل أن تنجح الكنيسة في خدمتها، ومن أجل خلاص نفوس المسيحيين، ومن أجل أن يجنب الله العالم الكوارث وأعمال العنف والإرهاب والبغضة والعداوة بين بني البشر.

نصلي جميعاً من أجل كنيسة المسيح، أن يحفظها الرب نقية بلا عيب حتى مجيئه الثاني.

اقبلوا محبتى في المسيح يسوع

البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

 

اضغظ هنا للتحميل