الرجوع للعالم

(متى 10: 1-7)

الرجوع للعالم

1– ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاِثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ.  2- وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخُوهُ.  3- فِيلُبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ.  4- سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ.  5- هَؤُلاَءِ الاِثْنَا عَشَرَ أَرْسَلَهُمْ يَسُوعُ وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: «إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا.  6- بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ.  7- وَفِيمَا أَنْتُمْ ذَاهِبُونَ اكْرِزُوا قَائِلِينَ: إِنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ.

إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا

طريق الأمم، مدينة السامريين، طريق أهل العالم، طريق العودة للعادات القديمة، طريق التشبه بالآخرين. طريق الاحتفال بأفراح أهل العالم،

24 – قال أنبا أنطونيوس: «إن شِئتَ أن تخلُصَ فلا تدخلْ بيتَك الذي خرجتَ منه. ولا تسكُنْ في القريةِ التي أخطأتَ فيها. ولا تُبصرْ أبويك ولا أقرباءَك الجسدانيين، وإلا فأنت تقيمُ زمانَك كلَّه بغيرِ ثمرةٍ.

339 – وراهبٌ آخر كان فاضلاً جدًّا لدرجةِ أنه كان يُخرج الشياطين بصلاتِهِ، وكانت له أمٌّ عجوز مسكينةٌ، فحدثت مجاعةٌ عظيمةٌ، فأخذ الراهبُ خبزاً ومضى ليفتقد والدته، وبعد أن رجع إلى قلايتهِ أُحضر أمامه مجنونٌ فقام ليصلي عليه كعادتهِ، فأخذ الشيطانُ يهزأ به قائلاً: «ماما، ماما». (س5: 76ظ)

313 – أُخبر أحدُ الرهبان أن أباه قد مات، فأجاب الذي أتاه بالخبرِ قائلاً: «كُفَّ عن التجديف، فإن أبي لا يموت». (س5: 72ظ) (Sys. I,5)

115 – ودفعةً أتى إليه رجلٌ يُدعى جسريانوس بوصيةٍ من رجلٍ شريف من جنسِهِ مات وأوصى له بمالٍ كثيرٍ جدًّا. فلما علم القديسُ بذلك همَّ بتمزيقِ الوصية، فوقع جسريانوس على قدميه وطلب إليه ألا يمزقها وإلا فرأسه عِوَضَها. فقال له القديسُ: «أنا قد متُّ منذ زمانٍ، وذاك مات أيضاً». وبذلك صرفه ولم يأخذ منه ولا فلساً واحداً. (س5: 47ظ) (Abc. Arsenius 29)

345 – قال شيخ: «المنصرف إلى العالمِ بعد رفضهِ إياه، إما أن يسقطَ في فخاخِه ويتدنس قلبُه بأفكارِه، وإما أنه لا يتدنس لكنه يدين المتدنسين فيتدنس هو أيضاً». (س5: 77ظ)

364 – كان لأحدِ الرهبان أخٌ عَلماني وكان يواسيه من عملهِ وبقدر ما كان يواسيه، كان ذاك يفتقرُ أكثر. فمضى الراهبُ وأخبر أحدَ الشيوخِ، فقال له: «إن سمعتَ مني، فلا تعُد تعطيه شيئاً بعد، بل قل له: “لـمَّا كان لي كنتُ أعطيك، أما الآن، فبقدر ما تيسَّر لك هات أنت لي”. وكل ما يأتي به إليك أعطِه للمساكين واسألهم أن يصلُّوا من أجلِه». فلما جاء أخوه العَلماني، قال له كما أعلمه الشيخُ، فمضى من عندِه كئيباً. وفي اليوم الثالث، أحضر له من تعبهِ قليل بَقلٍ، فأخذها الراهب وأعطاها للشيوخِ وسألهم أن يصلُّوا من أجلِه. ولما جاء ثاني مرة، أحضرَ له بقولاً وثلاث خبزات، فأخذها الراهبُ وعمل مثلما عمل أولاً، ولما جاء لثالثِ مرةٍ، أحضر له أشياءَ ذاتَ ثمنٍ كنبيذٍ وسمك. فلما رأي الراهبُ ذلك تعجَّب واستدعى المساكين وأطعمهم وقال لأخيه: «هل أنت محتاجٌ إلى قليلٍ من الخبزِ فأعطيك»؟ فقال له ذاك: «لا يا أخي، لأني لما كنتُ آخذ منك شيئاً، كان كأنه نارٌ تدخلُ إلى بيتي فتأكله، وكأنه هباءٌ تأخذه الريح فلا أجده. ومنذ أن توقفتُ عن أن آخذ منك شيئاً، بارَك الله لي». فمضى الراهبُ وأخبر الشيخَ بكلِّ ما جري فقال الشيخُ: «إنَّ متاعَ الراهبِ هو نارٌ، أينما دخل أَحرقَ». (س5: 80ج) (An. 286, Chaîne. 94)

151 – وقال أنبا يوسف مرةً بخصوصِ المحبةِ: إن أخاً جاء إلى أنبا أغاثون فوجد معه مَسلَّة خياطة، فأُعجب الأخُ بها لأنها كانت جيدةً، فما كان من الشيخِ إلا أنه لم يتركه يمضي إلا بها. (س5: 54ج) (Abc. Agathon 25)

258 – قيل إنهم كانوا سبعةَ إخوةٍ من بطنٍ واحد. وصار الجميعُ رهباناً بالإسقيط. فلما جاء البربر وخرَّبوا الإسقيط في أولِ دفعةٍ، انتقلوا من هناك وأتوْا إلى موضعٍ آخر يُدعى ترنوتيس. فمكثوا هناك في بربا للأصنامِ أياماً قلائل. وحينئذ قال أنبا أنوب لأنبا بيمين: «لنسكت جميعُنا كلٌّ من ناحيتهِ، ولا يكلم أحدنُا الآخرَ البتة وذلك لمدةِ أسبوعٍ». فأجابه أنبا بيمين: «لنصنع كما أمرتَ»، ففعلوا كلُّهم كذلك. وكان في ذلك البيت صنمٌ من حجرٍ، فكان أنبا أنوب يقومُ في الغداةِ ويردم وجهَ الصنمِ بالترابِ، وعند المساءِ يقول للصنم: «اغفر لي». وهكذا كان يفعل طول الأسبوع. فلما انقضى الأسبوعُ قال أنبا بيمين لأنبا أنوب: «لقد رأيتُك يا أخي خلال هذا الأسبوع تقوم بالغداةِ وتردم وجه الصنم، وعند المساءِ تقول له: اغفر لي. أهكذا يفعلُ الرهبانُ»؟ فأجاب أنبا أنوب: «لمَّا رأيتموني وقد ردمتُ وجهَه، هل غضب»؟ قال: «لا». فقال: «ولما تُبْتُ إليه هل قال: لا أغفر لك»؟ قال: «لا». فقال أنبا أنوب لإخوته: «ها نحن سبعةُ إخوةٍ، إن أردتم أن يسكنَ بعضُنا مع بعضٍ فلنصِر مثلَ هذا الصنم الذي لا يبالي بمجدٍ أو هوان، وإن لم تُؤْثِروا أن تكونوا هكذا فها هي أربعةُ طرقٍ أمامكم، وليذهبْ كلُّ واحدٍ حيثما شاء». فأجابه إخوته: «نحن لله ولك، ونحن مطيعون لما تشاء». فاختاروا أحدَهم ليهتمَّ بالمائدةِ، وكلُّ ما كان يقدمُه لهم كانوا يأكلونه، ولم يقل أيُّ واحدٍ منهم: «أحضِر شيئاً آخر»، ولا قال أحدُهم: «لا نريد هذا أو لسنا نشتهي ذاك». وكان أنبا يعقوب يدبِّرهم في أعمالِ أيديهم. أما أنبا بيمين فقد كان معلِّماً لهم في طريقِ الفضيلةِ، وهكذا اجتازوا أيامَهم بسلامٍ، بركة صلواتهم تكون معنا، آمين. (س5: 86ظ) (Abc. Anoub 1).

 

اضغظ هنا للتحميل