التمييز أو الإفراز

 

تقرر مجموعة كتابات آباء الرهبنة أن أهم فضيلة يجب أن يتحلى بها الراهب هي فضيلة الإفراز أو التمييز (διάκρισις)، وترى الرسالة إلى العبرانيين أن هذه الفضيلة هي للكاملين في طريق الفضيلة: «وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ διάκρισις بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ» (عب  5 :  14). وأعتقد أن  المقصود بالإفراز هو الحكمة التي حثنا القديس يعقوب أن نطلبها من الرب: «وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» (يع 1: 5). لأنَّنا إن تأملنا في كلام القديس يعقوب السابق على طلب الحكمة، نجده يشرح المنهج الرهباني الذي نحياه كل يوم: «اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ. عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ» (يع 1: 2-4).

الإفراز أعظم الفضائل في الحياة الرهبانية:

يروي لنا كتاب بستان الرهبان، أن بعض الرهبان اجتمعوا عند القديس أنبا أنطونيوس ليتباحثوا في ما هي أهم فضيلة يجب على الراهب أن يجاهد ليقتنيها، فمنهم من قال الصلاة أو الصوم أو السهر أو الاتضاع، لكن كان رد القديس أنطونيوس: «حقًّا إن كلَّ هذه الفضائلِ التي ذكرتموها نافعةٌ ويحتاجُ إليها كلُّ الذين يطلبون اللهَ، ويريدون التقرُّبَ إليه، إلا أننا قد رأينا كثيرين يُهلكون أجسادَهم بكثرةِ الصَوْمِ والسهرِ والانفرادِ في البراري والزُهدِ، حتى أنهم كانوا يكتفون بحاجةِ يومٍ واحدٍ ويتصدَّقون بكلِّ ما يمتلكون، ومع كلِّ ذلك رأيناهم وقد حادوا عن المسلكِ القويمِ، وسقطوا وعَدِموا جميعَ تلك الفضائلِ وصاروا مرذولين. وسببُ ذلك أنهم لم يستعملوا الإفرازَ (بستان الرهبان 32،  J. Cassian, Conf. II, ch. 2). ونفس القديس أنطونيوس يقول: «إنَّ قوماً عذَّبوا أجسادَهم في النسكِ ولم يجدوا الإفرازَ. فصاروا بعيدين عن طريقِ اللهِ» (بستان الرهبان 27) (Abc. Anthony 8, Poemen 106).

كيفية اقتناء الإفراز:

ويشرح القديس إشعياء الأسقيطي طريقة اقتناء الإفراز: [لن يأتينا الإفرازُ ما لم نتقنِ أسبابَ مجيئهِ وهي السكوت لأنه كنزُ الراهبِ. والسكوتُ يولِّد النسكَ، والنسكُ يولِّد البكاءَ، والبكاءُ يولِّد الخوفَ، والخوفُ يولِّد التواضعَ، والتواضعُ مصدرُ التأملِ فيما سيكون. وبُعد النظر يولِّد المحبةَ، والمحبةُ تولِّد للنفسِ الصحةَ الخالية من الأسقامِ والأمراض، وحينئذ يَعلم الإنسانُ أنه ليس بعيداً من الله فيُعدُّ ذاتَه للموتِ. فالذي يريد إدراك هذه الكرامات كلّها، عليه ألا يهتم بأحدٍ من الناسِ ولا يدينه. وكلما يصلي تنكشف له الأمور التي تقرِّبه من الله فيطلبها منه، ويُبغض هذا العالمَ، فإن نعمةَ اللهِ تَهَبُ له كلَّ صلاحٍ] (بستان الرهبان 185)، (Isaiah, logos 16, 97-114).

كما يشرح أحد الآباء الشيوخ الوسيلة العملية التي بها نقتني الإفراز، وهي التلمذة على آباء البرية:

قال أحدُ الشيوخِ: «إن الإفرازَ الحقيقي، لا يكون إلا من الاتضاع، والاتضاع هو أن نكشف لآبائِنا أفكارَنا وأعمالَنا، ولا نثق برأينا، بل نستشير الشيوخَ المجرَّبين الذين نالوا نعمةَ الإفرازِ، ونعمل بكلِّ ما يشيرون به علينا، فالذي يكشفُ أفكارَه الرديئة لآبائهِ فإنها تخفّ عنه، وكما أن الحيةَ إذا خرجت من موضعٍ مظلمٍ إلى ضوءٍ تهرب بسرعةٍ، كذلك الأفكارُ الرديئةُ إذا كُشفت تبطل من أجلِ فضيلةِ الاتضاع (بستان الرهبان قول 623).

الصلاة واقتناء الإفراز:

يذكر لنا أقوال الآباء الشيوخ خطورة عدم استعمال الإفراز، وكيف يمكن أن يسقط الراهب حتى ولو بعد سنين طويلة من التوحد، فبعد أن يذكر البستان سقوط كثير من المتوحدين، يعلق قائلاً: فيلوح من جميع ما قيل، أن السالف ذكرِهم تلاهت بهم الشياطين لخلوِّهم من نعمةِ الإفرازِ (قول 737).

لذلك حرص الآباء على الصلاة بلجاجة حتى ينال أولادهم نعمة الإفراز كل لا تتلاهي بهم الشياطين في طريق الجهاد، عملاً بقول الكتاب: «وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدُكُمْ تُعْوِزُهُ حِكْمَةٌ فَلْيَطْلُبْ مِنَ اللَّهِ الَّذِي يُعْطِي الْجَمِيعَ بِسَخَاءٍ وَلاَ يُعَيِّرُ، فَسَيُعْطَى لَهُ» (يع 1: 5).

فيكتب القديس أنبا أنطونيوس لتلاميذه: [لا أمل الطلبة عنكم ليلا ونهاراً، لكى يفتح الرب عيون قلوبكم وتعرفوا مكر الشياطين وخداعهم وشرهم، وأن يعطيكم قلبًا صاحيًا وروح إفراز لكى تستطيعوا ان ترفعوا ذواتكم ذبيحة لله، وتتحرزوا من مشورة الشياطين الرديئة[1].

ويقول أيضاً: [فالآن يا أحبائي الذين صرتم لي أولادًا اطلبوا نهارًا وليلاً لكي تأتي عليكم موهبة الإفراز هذه التي لم تأت عليكم قبل الآن منذ دخولكم هذا الطريق النسكي](9).

ثم يقول لتلاميذه: [أذكركم ليلاً ونهاراً لكى يعطيكم الله الإفراز والنظر الجديد، لكى تتعلموا التمييز بين الخير والشر في كل الأشياء، لأنه مكتوب: ” أما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر] (عب 5 :14).

ولكن كيف يقتنون التمرن:

شدد القديس أنطونيوس كثيراً على تطهير النفس وتقديسها لكى تستنير، في ذلك يقول: تتقدس النفس النقية وتستنير بالله من أجل صفائها، عندئذ يفكر ذهنها فيما هو صالح وتنبع عنها ميول وأفعال صالحه[2].

يقول أيضاً: كما يكون الجسد أعمى بدون العينين فلا يعاين الشمس المنيرة على الأرض والبحر ولا يقدر أن يتمتع بضيائها، هكذا تكون النفس عمياء بدون العقل السليم والحياة الصالحة، فلا يكون لها معرفة بالله ولا تمجد الخالق صانع الخيرات للبشرية كلها، ولا تقدر أن تتمتع بالفرح عن طريق حصولها على عدم الفساد ونوالها تطويباً أبديًّا[3] .

أهمية امتلاك الإفراز:

”الإفراز“، بصفة عامة، يتضمَّن معرفة الطريقة المُثلَى للتصرُّف في أي ظرف خاص قد يتطلَّب التصرُّف بأسلوب يخالف ما هو متوقع. فالقديس يوحنا القصير ارتأى أنه من الأصوب أن يسمح لنفسه أن يخدمه شيخٌ، فيما كان جميع الحاضرين يتوقَّعون منه، باعتباره الأصغر، أن يرفض ذلك[4] ومن الواضح أن تصرُّفه هذا يُنسب إلى إفرازه.

وهناك حالة أخرى أكثر تعقيداً، بخصوص أنبا بيمن الذي مضى مع بعض الشيوخ إلى منزل أحد أحباء المسيح، وقدَّم لهم لحماً ليأكلوا، فرفض هو أن يأكل:

[فتعجَّب الشيوخ كيف أنه لم يأكل؛ لأنهم كانوا يعرفون إفرازه. ولما قاموا بعد الأكل قالوا له: ”أنت بيمن، ومع ذلك تتصرَّف هكذا؟“ فأجابهم الشيخ قائلاً: ”اغفروا لي، يا آبائي، أنتم أكلتم، ولن يستغرب أحد من ذلك؛ ولكن، لو أنني أكلت، فبما أن كثيرين من الإخوة يأتون إليَّ، فإنهم قد يتأذون ويقولون: إذا كان بيمن قد أكل لحماً، لماذا لا نأكل نحن أيضاً؟“ فتعجَّب الشيوخ من قوَّة إفرازه.] (بيمن 170)

هنا كان الشيوخ يتوقَّعون أنه من البديهي أن يأكل أنبا بيمن من اللحم المقدَّم له لكي يتجنَّب التظاهر بنسكه أو لكي لا يبدو كما لو كان يذمّ تدبير مضيفه. ولكن إجابة أنبا بيمن أظهرت المرونة التي ينبغي أن يقتنيها الأب في الاستجابة للظروف المختلفة، إذا كان يريد أن يكون تعليمه فعَّالاً.

الإفراز والتعليم:

وينبغي لنا الآن أن نبحث باختصار المنفعة التي يجدها الأب من ”الإفراز“، في ممارسة التعليم، وأحد الفوائد المهمة للإفراز، يكمن في تعليم الإخوة أفضل طريقة للفهم والتصرُّف مقابل التجارب التي تعرض لهم؛ وهذا يتضمَّن توجيه نظر الإخوة إلى الاتجاهات المؤذية أو الخاطئة.

[سأل أحدهم الأب بيمن كيف تحارب الشياطين ضدَّه. فأجاب: ”هل تحاربك الشياطين؟ إنها لا تحاربنا طالما كنا نعمل بحسب مشيئتنا الخاصة؛ لأن أهواءنا الخاصة أصبحت هي الشياطين التي تحاربنا وتُزعجنا، لكي نرضيها. إن أردت أن تعرف مَنْ هُم الذين تحاربهم الشياطين، فاعلم أنها إنما تحارب أنبا موسى وأمثاله“.] (بيمن 67)

هنا يُقنَع الأخ بعدم جدوى التركيز كثيراً على ما يعمله الشياطين مقابله. فاجتهاده أن يغلب مشيئته الخاصة هو الأمر الأكثر أهمية.

والحرب مقابل الأفكار، هي موضوع ذو أهمية كبيرة في الأقوال. فالإفراز، بلا شك، يتضمَّن قدرة الأب على التفريق بين مختلف الإمكانيات الروحية لدى مختلف الناس، والتعامل مع تجاربهم بالطريقة المناسبة. والأمر يبدأ حين يسأل الأخ عما إذا كان أي شخص يحاربه فكر شرير يتنجَّس أم لا. البعض يقولون ”نعم“، بينما البعض الآخر يقولون ”لا“، وأن المهم ليس هو عدم التعرُّض للتجربة، بل هو عدم إتيان الفعل الخاطئ الذي يحرِّضنا الفكر عليه.

والإكليل الذي يتوقَّع الراهب أن يحظى به بعد أي تجربة هو مكافأة لنجاحه في الجهاد مقابل هذه التجربة. وفي حالة مُعيَّنة، قد يطلب الأخ من أبيه أن لا يصلِّي من أجل أن تُرفع عنه التجربة:

[إنني أعلم، يا أبي، أنني أعاني، ولكن معاناتي هذه تأتيني بثمرٍ وفير؛ ولهذا أتضرَّع إلى الله أن يعطيني قدرة على احتمالها] [5].

وحتى في إعطاء توجيهٍ مثل هذا، فإنه من الخطر أن يعطيه الأب بصفة عامة، لكن ينبغي له أن يستخدم الإفراز في مواجهة حاجات وإمكانيات تلاميذه المختلفة.

[أنبا يوسف قال لأنبا بيمن (وكان ما يزال شاباً في ذلك الوقت) أن ”يترك الأفكار تدخل (عقله) ثم يحارب مقابلها“؛ ولكنه قال لتلميذ آخر نصيحة مخالفةٍ: ”لا تدع الأفكار تدخل، بل سارع بقطعها في الحال“. ولما طلب منه أنبا بيمن تفسيراً عن الاختلاف بين النصيحتين قال له: ”إذا كانت الأفكار تدخل، وأنت تحارب معها جيئة وذهاباً، فهي تجعلك أكثر قوة“؛ ولكن هناك آخرون لا يربحون شيئاً من هذا، وهؤلاء ينبغي أن يقطعوا أفكارهم بسرعة].

ومن الواضح أن الحروب الجسدية كانت موضوعاً هاماً في مجال ممارسة ”الإفراز“، ومما لا شك فيه أن وجهات نظر الآباء وخبراتهم بهذا الخصوص كانت مختلفة. أنبا كيرس كان يعتقد أن الحرب مقابل الزنا في الفكر أمر هام وضروري يحمي الإنسان من الوقوع في الفعل بلا أدنى مقاومة. وأنبا بيمن (154) كان يعتقد أنه من الخطأ التفكير في الخواطر الشريرة التي للزنا أو محاولة فهمها. ورأي أنبا كيرس يتفق مع وجهة نظر أنبا يوسف في نصيحته لأنبا بيمن أن [يحارب بوعي] مقابل الأوجاع لكي يتعلَّم كيف يهزمها. وقول أنبا بيمن نفسه يبدو أنه يناقض هذا الاتجاه؛ ولكنه ربما لم يكن يحذِّر من محاربة التجربة من أجل اقتناء القوة والخبرة، بل من مجرَّد التعاطف معها أو التعرُّف على اتجاهاتها في حد ذاتها (انظر أيضاً N181, 183, 186).

لقد كان من واجب الأب أن يداوم على تشجيع تلاميذه في الحرب مقابل التجربة، وأن ينتبهوا لأي علامة من علامات الكسل أو التعاطف معها:

[قال أخ لأنبا بيمن: ”إنني أينما مضيت، أجد معونة“ (بيمن 94). ويجيبه الأب في عبارات يبدو أنها تعني تشجيع الأخ أن يستعد للقتال وليس أن يطلب التخلُّص منه: ”وحتى أولئك الذين يحملون السيف في أيديهم يجدون رحمة من الله في الدهر الآتي. فإذا كنا شجعاء، فسوف نجد رحمة عنده“].

ولم يكن التشجيع على القتال مقابل التجارب الشيطانية والأفكار المتنوعة هو التوجيه الوحيد للإفراز في ممارسة التعليم، ولكنه ربما كان الأكثر أهمية. لقد كان على الأب أيضاً أن يقدِّم التعليم بخصوص بعض الممارسات النسكية الأخرى بالقدر المناسب. أنبا بيمن وأنبا شيشوي عُرف كلاهما بالميل إلى تحذير الأخ من إطالة فترة قانون التوبة بعد أي خطية (بيمن 12؛ شيشوي 20). ونرى أيضاً أنبا بيمن يدعو إلى الاعتدال في الصوم (بيمن 31)، والقديس أنطونيوس، كما رأينا، يعتبر أن النسك بدون الإفراز نفسه قليل النفع. وأنبا أغاثون أيضاً كان يرى التعب الجسدي مثل ورق الشجر، يقوم بدورٍ ثانوي بالنسبة للثمر، الذي هو هدف الحياة النسكية الداخلية (8). والقديس أنطونيوس يؤيِّد ضرورة الراحة من وقت لآخر في جهاد النسك، لكي يتحاشى امتداد الشخص إلى ما يفوق قدرته على العمل والجهاد (13).

وأخيراً، تظهر قيمة ”الإفراز“ في العلاقة التعليمية من قصة عن أخٍ كان يعاني من المناظر التي يثيرها الشياطين أمامه ويخبر أحد الشيوخ أن هذه الظهورات شيطانية ويعطيه توجيهات عن كيفية محاربتها. ولكن الشياطين تعود للظهور للأخ مرَّة أخرى وتقول له إن الشيخ كذَّاب، ثم يُدلِّلون على ذلك بما حدث من الشيخ حين صرف أخاً كان يحتاج إلى أن يقترض منه بعض النقود، مع أنه كان عنده ما يمكن أن يقرضه به. ويخبر الأخ الشيخ بهذه الرؤيا الأخيرة، ويعترف الشيخ بأنه عمل فعلاً كما قالت الشياطين: [لأنني علمت أنه إذا أخذ المال الذي كان يطلبه، فسوف يتسبب ذلك في خسارة لنفسينا كلينا. وفكَّرت أنه من الأفضل أن أكسر وصية واحدة من أن أكسر عشرة وصايا ونقع في ضيقة. أما بالنسبة لكَ، فلا تنصت للشياطين الذين يريدون أن يقودونك للضلالة][6].

وهدف الشياطين، كما يتبيَّن من هذه القصة، هو أن يهدموا العلاقة بين الأب والتلميذ، وبذلك يتركون التلميذ بدون حماية مقابل هجماتهم. ولكن الأب يُظهر الإفراز سواء في تعامله مع الأخ الأول أو في إعطائه التفسير للأخ الآخر. فقد كان منفتحاً وحسَّاساً للحالة الروحية واحتياجات الاثنين. هذا النوع من الوعي هو جوهر الإفراز فيما يخص الأب، الذي يقدِّم لنا هذا المثال كمرجع هام عن ممارسة التعليم بطريقة فعَّالة ومثمرة.


[1] رسالة (6) أو المعروفة برسائل أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس

(9)  رسالة 11

[2] الفيلوكاليا ـ  أقوال القديس أنطونيوس.

[3] فيلوكاليا118

[4] يوحنا القصير 7؛ انظر أيضاً أنطونيوس 35، حيث يقول إنه ينبغي على الراهب أن يكون واضحاً مع نفسه من جهة أهدافه؛ (انظر أيضاً: بيمن 143).

[5] N170، انظر أيضًا: أنطونيوس 5؛ يوحنا القصير 13؛ الأم سارة 1؛ N210.

[6] N224؛ انظر أيضاً: (أنطونيوس 12).

 

اضغظ هنا للتحميل