الخولاجي المقدس
القداسات الثلاثة يوناني – عربي
(حسب مخطوط دير القديس أنبا أنطونيوس)
Kacmarcik Codex
أنبا إبيفانيوس
أسقف ورئيس دير القديس أنبا مقار
الخولاجي المقدس
المحتويات
مقدمة
التراث اليوناني لقداسات الكنيسة
أولاً: قداس القديس باسيليوس
قداس القديس باسيليوس والمخطوطات
مخطوطات النص اليوناني
ثانياً: قداس القديس غريغوريوس
قداس القديس غريغوريوس والمخطوطات
مخطوطات النص اليوناني
ثالثاً: قداس القديس مرقس
قداس القديس مرقس والبرديات والمخطوطات القديمة
أولاً: أهم البرديات والقصاصات المبكرة اليونانية
ثانياً: المخطوطات
مخطوط دير القديس أنبا أنطونيوس
وصف المخطوط
ترقيم كراسات المخطوط
ترقيم أوراق المخطوط
الشواهد الكتابية
تاريخ المخطوط
ملاحظات على نص المخطوط
قدَّاس القديس باسيليوس
قدَّاس القديس إغريغوريوس النَّاطق بالإلهيات
القداس الكيرلسي
المصادر والمراجع
مقدمة
عرفت الكنيسة القبطية نصوص صلواتها الليتورجية أولاً في اللغة اليونانية، وهي اللغة التي بشر بها القديس مرقس كنيسة الإسكندرية، وكتب بها إنجيله، كما أنها لغة المصريين المقيمين في مدينة الإسكندرية، عاصمة البلاد في تلك الأيام، ومركز الكرسي المرقسي، وصاحبة أشهر مدرسة لاهوتية فى العالم القديم.
وبعد انتشار المسيحية فى ربوع مصر، من مدن الوجه البحري وصعيد مصر، تم ترجمة نصوص الصلوات إلى اللغة القبطية، لغة البلاد القومية. واستمرت الصلاة باللغتين اليونانية والقبطية حسب اللغة التي يتكلمها الشعب، حتى سادت اللغة القبطية كلغة الكنيسة الرسمية في صلواتها.
ومع ذلك، كانت هناك كنائس أو مناطق ما تزال تصلي باللغة اليونانية، خاصة فى مدينة الإسكندرية وبعض الأديرة، وغالباً كان يُصلَّى القداس باليونانية أيضًا في بعض المناسبات الكبرى، مثل قداس رسامة بطاركة الكرسي الإسكندري، حتى القرن الرابع عشر على الأقل، وذلك نظرًا لاستمرار نساخة الكتب الليتورجية باليونانية حتى ذلك العصر.
كما احتفظت الترجمة القبطية للصلوات الليتورجية بالكثير من الصلوات في نصوصها الأصلية اليونانية، خاصة مردات الشعب والشماس، وربما يرجع السبب في ذلك لتعوّد الشعب على ترديد هذه الصلوات باللغة اليونانية، فلم يكن هناك داعٍ لترجمتها للغة القبطية.
وبالرغم من أن كنيستنا الآن تصلي قداساتها باللغة القبطية، بالإضافة إلى اللغة التي يتكلمها الشعب، سواء اللغة العربية أو اللغات الأخرى الحديثة خارج مصر، فما زلنا نحتاج إلى دراسة نصوص صلواتنا الليتورجية في اللغة اليونانية، لما يحمله النص الأصلي من معانِِ كثيرة ربما لم تظهر فى الترجمات الحديثة، خاصة أن هذه النصوص كانت تقتبس من الكتاب المقدس مباشرة في لغته اليونانية، سواء للعهد القديم في ترجمته السبعينية أو العهد الجديد في نصه الأصلي اليوناني.
ومع تقدم الحوارات المسكونية بين الكنائس من أجل الوحدة، ربما تكون نصوصنا الليتورجية في أصلها اليوناني، هي النواة والأساس الذي نشرح به أصالة التعليم الأرثوذكسي الذي تسلمناه من آباء الكنيسة، وأن ما نمارسه الآن من أسرار كنسية، هو ما كان يصلي به آباؤنا في العصور الأولى.
نشكر الله، فقد تم منذ أربعين سنة فقط، نشر النص الكامل لقداساتنا باللغة اليونانية، حسب مخطوط اكتُشف حديثًا، تم نساخته في دير القديس العظيم أنبا أنطونيوس بالبرية الشرقية. وترجع أهمية هذا المخطوط أنه يحتوي على النص الكامل للقداسات الثلاثة، بما فيها قداس القديس مرقس، أو القداس الكيرلسي، الذي لم يكن متوفرًا من قبل.
أشكر كلَّ من عاونني في إعداد هذا الكتاب، وأخص بالشكر قدس أبونا وديد المقاري، الذي قام بمراجعة الكتاب كله، والذي استفدت كثيرًا من توجيهاته، كما أشكر مؤسسة مدرسة الإسكندرية على قيامهم بمهام الطباعة والنشر. ونرجو أن يكون هذا الكتاب نافعًا ومفيدًا لكل محبي الطقوس والصلوات الكنسية، بشفاعة أمنا العذراء القديسة مريم، والقديس أنبا مقار، وببركة صلوات صاحب الغبطة والقداسة البابا تواضروس الثاني، ولإلهنا المجد في كنيسته.