تفسير سفر الرؤيا
للأنبا بولس البوشي (أبو غالمسيس)
الأنبا إبيفانيوس
أسقف ورئيس دير القديس أنبا مقار
تفسير سفر الرؤيا
مقدمة
الأنبا بولس البوشي
من أبرز المفكرين الأقباط في القرن الثالث عشر، ومن أشهر أساقفة الكنيسة القبطية في ذلك العصر. يعتبره الكثيرون من علماء الآبائيات امتدادًا للعصر الذهبي للآباء، لما تميزت به كتاباته بالمعرفة اللاهوتية الإسكندرية الرصينة، والتفسير الأرثوذكسي للكتاب المقدس، والكتابات الدفاعية والجدلية ضد الخارجين عن الإيمان القويم، بالإضافة إلى عظاته الروحية وإدارته الحكيمة لشعبه وللكنيسة فى تلك الأيام.
لا تذكر لنا مخطوطات تاريخ البطاركة، مثل كتاب تاريخ الآباء البطاركة للأنبا يوساب أسقف فوه (كفر الشيخ) المعاصر له، سوى النذر القليل من سيرته العطرة، كما لا يرد اسمه إلا عرضًا في تاريخ معاصره البابا كيرلس الثالث، لكن شخصيته وكتاباته أثارت اهتمام المؤرخين المحدثين المهتمين بتاريخ الكنيسة القبطية والكتابات المسيحية المدونة باللغة العربية. ولا يمكننا أن نذكر سيرة أنبا بولس البوشى دون أن نذكر تاريخ الكنيسة العام في عصره، لارتباطه به أشد الارتباط، كما أنه لعب دورًا هامًا في قيادة الكنيسة القبطية لمدة ثلاث سنوات تقريبًا، عندما تم تعيينه رقيبًا على البابا كيرلس بن لقلق.
سيرة حياته:
وُلد بولس البوشي نحو عام 1170م، ربما ببلدة بوش بشمال صعيد مصر (من أعمال محافظة بني سويف الآن)، لذلك اشتهر باسم بولس البوشي، ومن المرجح أنه ترهب بأحد أديرة الفيوم، التي كانت عامرة بالأديرة فى ذلك الوقت، وربما بنفس الدير وفي نفس الزمن الذي ترهب به القس داود الفيومي، الذى اشتهر باسم داود بن لقلق، لارتباطه به بقية حياته، وصداقتهما القوية التي استمرت حتى بعد اعتلاء داود بن لقلق كرسي البطريركية باسم البابا كيرلس (بن لقلق). ويرجِّح العلماء أنه قضى حياته الرهبانية في دير القديس أنبا صموئيل المعترف بالقلمون بالفيوم.