الروح الناري
الروح الناري
1– وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ.
2- وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ.
3- وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. (أع 2: 1-3).
فَأَخَذَ (ابراهيم) هَذِهِ كُلَّهَا وَشَقَّهَا مِنَ الْوَسَطِ وَجَعَلَ شِقَّ كُلِّ وَاحِدٍ مُقَابِلَ صَاحِبِهِ. وَأَمَّا الطَّيْرُ فَلَمْ يَشُقَّهُ… ثُمَّ غَابَتِ الشَّمْسُ فَصَارَتِ الْعَتَمَةُ وَإِذَا تَنُّورُ دُخَانٍ وَمِصْبَاحُ نَارٍ يَجُوزُ بَيْنَ تِلْكَ الْقِطَعِ. (تك 15: 10،17)
وَلَمَّا انْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ الصَّلاَةِ نَزَلَتِ النَّارُ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتِ الْمُحْرَقَةَ وَالذَّبَائِحَ وَمَلَأَ مَجْدُ الرَّبِّ الْبَيْتَ (2أي 7: 1)
وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَاراً فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ وَلَيْلاً فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ – لِكَيْ يَمْشُوا نَهَاراً وَلَيْلاً (خر 13 : 21)
وَيَقُولُونَ لِسُكَّانِ هَذِهِ الأَرْضِ الذِينَ قَدْ سَمِعُوا أَنَّكَ يَا رَبُّ فِي وَسَطِ هَذَا الشَّعْبِ الذِينَ أَنْتَ يَا رَبُّ قَدْ ظَهَرْتَ لهُمْ عَيْناً لِعَيْنٍ وَسَحَابَتُكَ وَاقِفَةٌ عَليْهِمْ وَأَنْتَ سَائِرٌ أَمَامَهُمْ بِعَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً وَبِعَمُودِ نَارٍ ليْلاً (عد 14 : 14)
وَهَدَيْتَهُمْ بِعَمُودِ سَحَابٍ نَهَاراً وَبِعَمُودِ نَارٍ لَيْلاً لِتُضِيءَ لَهُمْ فِي الطَّرِيقِ الَّتِي يَسِيرُونَ فِيهَا (نح 9 : 12)
وَكَانَ جَبَلُ سِينَاءَ كُلُّهُ يُدَخِّنُ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الرَّبَّ نَزَلَ عَلَيْهِ بِالنَّارِ وَصَعِدَ دُخَانُهُ كَدُخَانِ الأَتُونِ وَارْتَجَفَ كُلُّ الْجَبَلِ جِدّاً (خر 19: 18)
وَكَانَ مَنْظَرُ مَجْدِ الرَّبِّ كَنَارٍ آكِلَةٍ عَلَى رَأْسِ الْجَبَلِ أَمَامَ عُيُونِ بَنِي إِسْرَائِيلَ (خر 24: 17).
لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلةٌ إِلهٌ غَيُورٌ (تث 4: 24)
ارْتَعَبَ فِي صِهْيَوْنَ الْخُطَاةُ. أَخَذَتِ الرِّعْدَةُ الْمُنَافِقِينَ. مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي نَارٍ آكِلَةٍ؟ مَنْ مِنَّا يَسْكُنُ فِي وَقَائِدَ أَبَدِيَّةٍ؟ (اش 33: 14)
لأَنَّ إِلَهَنَا نَارٌ آكِلَةٌ (عب 12: 29).
«وَلَمَّا كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ جَبَلِ سِينَاءَ فِي لَهِيبِ نَارِ عُلَّيْقَةٍ (اع 7: 30).
فَحَلَّ رُوحُ اللَّهِ عَلَى شَاوُلَ عِنْدَمَا سَمِعَ هَذَا الْكَلاَمَ وَحَمِيَ غَضَبُهُ جِدّاً(1صم 11: 6)
فَأَخَذَ صَمُوئِيلُ قَرْنَ الدُّهْنِ وَمَسَحَهُ فِي وَسَطِ إِخْوَتِهِ. وَحَلَّ رُوحُ الرَّبِّ عَلَى دَاوُدَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ فَصَاعِداً. ثُمَّ قَامَ صَمُوئِيلُ وَذَهَبَ إِلَى الرَّامَةِ (1صم 16: 13).
(قصة إيمان كرنيليوس) فَبَيْنَمَا بُطْرُسُ يَتَكَلَّمُ بِهَذِهِ الأُمُورِ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَى جَمِيعِ الَّذِينَ كَانُوا يَسْمَعُونَ الْكَلِمَةَ (اع 10: 44)
فَلَمَّا ابْتَدَأْتُ أَتَكَلَّمُ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ كَمَا عَلَيْنَا أَيْضاً فِي الْبَدَاءَةِ (اع 11: 15)
وَلَمَّا وَضَعَ بُولُسُ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ حَلَّ الرُّوحُ الْقُدُسُ عَلَيْهِمْ فَطَفِقُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ وَيَتَنَبَّأُونَ (اع 19: 6).
للقديس يوحنا ذهبى الفم:
[لأن الشيطان قد زرع في قلوب الناس شوك وحسك الخطايا،
لذلك جئتُ لأُلقي ناراً على الأرض لأحرق تلك الأشواك.
لذلك جئتُ لأُلقي ناراً على الأرض،
وأريدها أن تضطرم منذ الآن حتى تطهِّر أرضي،
لأنه ينبغي لي أن أُبيد بالنار الأصول المُرَّة والمضرَّة التي زرعها الشيطان،
حتى أبذر الزرع السماوي في نفوس نقية.
من أجل ذلك جئتُ لأُلقي ناراً على الأرض.
لقد جبلتُ الإنسان منذ البدء من تراب الأرض،
وأسكنتُ في وسط قلبه شرارة النار الإلهية،
حتى أنه بهذه النار يتمسَّك بمحبة الله.
ومع أنه من المستحيل أن تُستأصل تماماً
هذه الشرارة الإلهية النارية وهذا الدفء الإلهي،
إلاّ أن الشيطان قد قتل نفوس الناس بصقيع الفجور.
فلكي يحصلوا بثبات على اشتعال الروح القدس فيهم،
ينبغي لي أن أُلقي ناراً على الأرض حتى أُبطل وأُلاشي جليد الفجور
الذي غطَّى به الشيطان نفوس الناس،
فأجعل هذه النفوس تنبت من جديد وتزهر في سكينة ونقاوة] عظة على لو 49:12
للقديس أثناسيوس الرسولي:
إن النار يمكن أن تشير إلى النور الصادر منها
فإن نور معرفة المسيح بالإيمان يُعتبر نوراً روحيًّا
وقد كان مثاله عمود النار الذي كان يرشد إسرائيل ليلاً.
وبمعنى آخر فنحن الذين صرنا باردين (بانغماسنا) في كل خطية
قد أضرمنا المخلِّص للسعي بغيرة في كل عمل صالح:
إذ قد ألقى فينا شركة الروح القدس كمثل نار روحية،
ولذلك قال: «جئت لألقي ناراً على الأرض» (لو 12: 49).
فنحن جميعاً الذين تأهَّلنا لمثل هذه النعمة قد صرنا أحياء بالروح.
إذاً، فظهور النار يشير إلى نعمة الروح القدس
لأننا اعتمدنا في المسيح في الروح القدس والنار
بحسب قول يوحنا المعمدان (مت 3: 11).
وقد قال أحد الأنبياء:
«هو يخرج مثل نار الممحص ومثل أشنان القصَّار،
فيجلس ممحصاً ومنقيًّا للفضة والذهب» (مل 3: 2 و3)،
لأن قوة الروح القدس تحرق كل زغل فينا] تفسير مزمور 50: 3
للقديس أموناس تلميذ أنبا أنطونيوس:
ارفعوا أفكاركم إلى السماء في الليل والنهار،
واطلبوا من كل قلوبكم هذا الروح الناري،
وهو يُعطى لكم؛
وانظروا لئلا تأتي على قلوبكم أفكارُ شكٍّ قائلة:
مَنْ يستطيع أن يقبل ذلك؟
لا تدعوا هذه الأفكار تتسلَّط عليكم،
بل اطلبوا باستقامة وأنتم تقبلونه.
وأنا أيضاً أبوكم أطلب من أجلكم لكي تقبلوه…
لأن هذا الروح يسكن في ذوي القلوب المستقيمة،
وأنا أشهد لكم أنكم باستقامة قلب تطلبون الله.
ومتى قبلتموه فهو يكشف لكم أسرار السماء،
لأنه يعلن لكم أموراً كثيرة لا أستطيع أن أكتبها على ورق.
وحينئذ لا تخافون من أي أمر مخيف،
بل يسودكم فرح سماوي،
وهكذا تكونون وأنتم ما زلتم في الجسد كمَنْ انتقل إلى الملكوت] الرسالة الرابعة بحسب النسخة اليونانية
وهي تقابل الرسالة الثامنة لأنبا أنطونيوس في النسخة العربية
للقديس أنبا مقار:
«جئتُ لأُلقي ناراً على الأرض
وكنتُ أودُّ أن تضطرم منذ الآن.» (لو 49:12)
إنها شعلة الروح القدس التي تُضرم القلوب.
إنها النار الإلهية غير المادية التي اعتادت أن تضيء النفوس،
وتمحِّصها كالذهب عديم الغش في الأتون؛
وتحرق الشرور التي فيها، كما يحترق الشوك والقش،
لأن «إلهنا نار آكلة» (عب 29:12)…
هذه هي النار العاملة في الرسل حتى تكلَّموا بألسنة نارية،
وهي النار التي أضاءت حول بولس لَمَّا أتاه الصوت،
فأنارت عقله بينما أظلمت بصره المادي…
هذه هي النار التي ظهرت لموسى في العليقة،
وهي النار التي رفعت إيليا من الأرض بشبه مركبة نارية…
هذه هي النار التي ألهبت قلب كليوبا ورفيقه،
لَمَّا كان المخلِّص يتحدث معهما بعد قيامته.
كما أن الملائكة والأرواح الخادمة
يشتركون أيضاً في لهيب هذه النار بحسب المكتوب:
«الصانع ملائكته أرواحاً، وخدَّامه لهيب نار» (عب 7:1)…
لذلك فهي نار كاسحة للشياطين ومستأصلة للخطية.
إنها قوة للقيامة وقدرة لعدم الموت، واستنارة لنفوس القديسين.
فلنُصلِّ إذن، لكي تدركنا نحن أيضاً هذه النار!] عظة 9:25و10
للقديس غريغوريوس النزينزي:
إن الروح القدس لم يحل هنا كمجرَّد قوة كما كان فيما سبق،
وإنما يمكن أن يُقال إنه بجوهره صار يشاركنا ويعايشنا.
فقد كان لائقاً بعد أن عاش الابن في وسطنا جسديًّا،
أن يظهر لنا الروح أيضاً في هيئة جسمية …
وقد جاء في هيئة ألسنة بسبب اتصاله بالكلمة (اللوغس)،
وهذه الألسنة كانت نارية بسبب قدرته على التطهير …
أو بسبب جوهره الناري،
لأن «إلهنا نار آكلة» (عب 12: 29)، تأكل التواني …
والألسنة كانت ”منقسمة“ بسبب تنوُّع المواهب،
وكانت ”جالسة(1) (مستقرة) على كل واحد“ (أع 2: 3)
إشارة إلى أن الروح يملك ويستريح في قديسيه (إش15:57 LXX)..
وقد حدث ذلك في ”علية“ (أع 1: 13)،
إشارة إلى أن العتيدين أن يقبلوه
يجب عليهم أن يرتفعوا ويتساموا عن الأرضيات،
وهكذا يسوع أيضاً في علية قد منح شركة أسراره
للذين تكمَّلوا بالخيرات الفائقة.] عظة عن يوم الخمسين (41: 11و12)