عيد الميلاد المجيد
مِلْءُ الزَّمَانِ

 

وَلَكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُوداً مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُوداً تَحْتَ النَّامُوسِ، لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ (غل 4: 4-5).

كيف نفهم معنى ملء الزمان، يجب أن نرجع إلى بدء الزمان، يوم خلق الله الكون.

خلقة الإنسان: الله يخلق الكون كله، ثم يخلق الإنسان:

أولاً: الله يخلق الإنسان على صورته، ولم يعطِ هذه العطية للملائكة، فلم يقل الكتاب أن الملائكة خلقت على صورة الله:

فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: “أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ”.

أعطى الله للإنسان السلطان أن يتسلط على كل الخليقة، أي أعطاه من سلطانه الخاص، وهذا يثبت أن قصد الله منذ الأزل أن يصير الإنسان شريكاً لله في ملكوته، كما أعطاه أن يحيا إلى الأبد، بدليل أنه أعطاه الحرية أن يأكل من شجرة الحياة. وقد تسجل في سفر الحكمة: «أن الله خلق الانسان خالداً وصنعه على صورة ذاته» (الحكمة 2: 23)، ثم في القداس الإلهي بعد ذلك: يا الله العظيم الأبدي الذي خلق الإنسان على غير فساد.

وقد جاء في الكتاب المقدس أن الله فضَّل الإنسان على الملائكة، إذ قال: وَلَذَّاتِي مَعَ بَنِي آدَمَ (أم 8: 31).

ثم أعطى الله الإنسانَ وصيةً:

«وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً. وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ». (تك 2: 16-17).

وأراد الشيطان أن يُفسد خطة الله الحقيقية في تأليه الإنسان، وهكذا شجع الإنسان الأول أن يكون مثل الله ولكن بمعزل عن الله:

«بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ» (تك 3: 5).

هل التوبة كافية: التوبة تحكم ما بعدها وليس ما قبلها

لكن بحسد ابليس دخل الموت الى العالم (الحكمة  2 :  24)

مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ (رو 5: 12).

تهيئة العالم لتجسد ابن الله:

اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ، كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ.

وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ! (عب 9: 22)

لأَنَّ النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَداً بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ.  وَإِلاَّ، أَفَمَا زَالَتْ تُقَدَّمُ؟ …  لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا.  لِذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إِلَى الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً لَمْ تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً.

لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». .. اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».

الغرض الأساسي من التجسد: وهكذا بتجسد الرب يسوع تم الهدف الأساسي من خلقة الإنسان، لننال التبني، أي لنصير أولاد الله

 

اضغظ هنا للتحميل