الصعود
726 – [وقال أيضاً: «إن نزل الاتضاعُ إلى الجحيمِ فإنه يصعد حتى السماءِ، وإذا صعدت العظمةُ إلى السماءِ فإنها تنزل حتى الجحيمِ»] (س5: 148ظ) (Bu. I, 534).
36 – [سُئل القديس مقاريوس: «أيُّ الفضائلِ أعظمُ»؟ فأجاب وقال: «إن كان التكبُّر يُعتبرُ أشرَّ الرذائلِ كلِّها حتى أنه طرح طائفةً من الملائكةِ من علوِّ السماءِ، فبلا شكٍّ يكون التواضعُ أكبرَ الفضائلِ كلِّها لأنه قادرٌ أن يرفعَ المتمسكَ به من الأعماقِ حتى ولو كان خاطئاً. من أجلِ ذلك أعطى الربُّ الطوبى للمساكين بالروحِ»] (س5: 177ظ).
54 – [وقال أيضاً: «يا أولادي الأحباء، عظيمٌ هو مجدُ القديسين، فينبغي أن نفحصَ عن تدبيرِهم الذي نالوا بواسطتهِ هذا المجدَ، وبأي عملٍ وفي أي طريقٍ وصلوا إليه… اصبروا إذاً فقد سمعتُم قولَ الربِّ لأحبائِه: أما أنتم الذين صبرتم معي في تجاربي، ها أنا أُعدُّ لكم الملكوتَ كما وعدني أبي. وقوله أيضاً: إن الذي يصبرُ إلى المنتهى فهذا يخلصُ. وقد قدم لنا نفسَه مثالاً كيف نصبرُ إلى المنتهى. ففي الوقت الذي كان فيه يُسَبُّ ويُعَيَّر ويُهان من اليهودِ نراه يتراءف عليهم ويحسنُ إليهم، فكان يشفي أمراضَهم ويعلِّمهم. وقَبِلَ الآلامَ بجسدهِ وصبر حتى الصلبِ والموتِ. ثم قام بالمجدِ وصعد إلى السماءِ وجلس عن يمينِ اللهِ.
734 – [حكى راهبٌ تقيٌّ قائلاً: إني في حالِ سفري لأسجدَ في أورشليم جئتُ إلى موضعٍ حيث كان هناك جَرفٌ عالٍ وفيه مغارةٌ، ومن تحتهِ يوجد ديرٌ، فدخلتُ إليه، فقال لي سكانُه إن أحدَ الرهبانِ أراد أن يسكنَ تلك المغارةَ، وسأل الرئيسَ في ذلك، فقال له: «يا ولدي، إنك لا تقدر أن تسكنَ المغارةَ، لأنك لم تُخضِع أسقامَ نفسِك بعد، ولا آلامَ جسمِك للقوةِ الناطقةِ، كما أنك لا زلتَ تجهل حيلَ إبليسِ المتفننةِ، فالأجودُ لك أن تقيمَ بالديرِ، وتخدم آباءَك وتربح صلواتِهم ولا تبقى وحدَك مقاتِلاً شياطينَ خبثاء». ولكنه لم يقتنع، فأفسحَ له الرئيسُ في ذلك، وصعد إلى المغارةِ ورفع السُّلمَ.
فلما سمع ذلك قال له: «أأنت يا شقيّ تنظر ملائكةً وتعلم الغيبَ؟ أما قلتُ لك لا تصعد إلى المغارةِ لئلا تُضلَّك الشياطين»؟ فقال الراهبُ: «لا تقل هكذا يا أبي المكرَّم، إني بصلواتِك أنظرُ ملائكةً، وفي يوم الصعودِ ها أنا عتيدٌ أن أرتفعَ معهم إلى السماءِ بجسدي هذا، وإذا وصلتُ إلى هناك فإني أسألُ ربي يسوعَ المسيحَ أن يأمرَ بأن ترفعَك الملائكةُ أنت أيضاً، لتكونَ معي تعاين المجدَ الذي هناك».
758 – [كان إنسانٌ من بلد الرها اسمه أسبيانوس، هذا وضع فصولاً ولَـحَّنَها وتُقرأ إلى الآن، وقد حدث أن استولت عليه الكبرياءُ فأسلَمَ ذاتَه، فعرَّضها لأتعابٍ كثيرةٍ وأعراقٍ جزيلةٍ وصعوباتٍ شديدةٍ بلا إفرازٍ ولا تمييز، ليحظى بالمديح من الناسِ، فخدعه إبليسُ وأخرجه من قلايته، وأوقفه على الجبلِ المسمى ابسوتريون، وأركبه مركبةً وأراه خيلاً غيرها ومركباتٍ أخرى، وقال له: «إن الله يستدعيك على الصفةِ التي استدعى بها إيليا»، فلما صدَّق قولَه، ارتفعت به المركبةُ، وللوقت تلاشت الخيالات، وسقط هو على الأرضِ من علوٍّ شاهقٍ فتحطَّم وحظي بميتةٍ يُبكى منها، بدلاً من الرفعةِ الرفيعةِ التي أمَّلها. فشرحُنا هذا ليس جزافاً، كي لا تخفى عليك عراقيل الخبيث العطشان إلى هلاك الناس، فاحذر أن تشتاق أيها السامع إلى تلك الأمور التي تعلو قدرتك، قبل أن تحظى بذلك من النعمةِ، ولا تطلب الصعودَ في سُلَّمِ المناظرِ المنصوبةِ للسقوطِ والقيام، لئلا تطلبها قبل الأوان، فتُحسب مع الساقطين، وتُصبح أضحوكةً للشياطين] (س5: 157ج).
1137 – [من أقوالِ مار أفرآم: يا أخي تفكَّر بأنَّ ربواتَ الأقوال نهايتها السكوت… تفهَّم يا أخي أنَّ من أجلِك أَقبلَ من السماء الإلهُ الأعلى والأقدس، ليرفعكَ من الأرضِ إلى السماءِ.
أو